لم يمض على حديثي السابق عن شركة جوجل العملاقة و خدماتها المتعددة شهر واحد، حتى صعقت بما قرأته مؤخرا عما قامت به شركة Hushmail الكندية والشهيرة جدا، و التي تقدم خدمة البريد الإلكتروني المشفر لعشرات الالاف من مستخدمي الانترنت.
Hushmail كانت في السابق تقدم الخدمة عن طريق تشفير الرسائل الالكترونية داخل أجهزة المستخدمين بإستخدام اكواد جافا، لضمان أنه لن يتمكن من قراءة الرسالة الإلكترونية أحد سوى الشخص الذي شفرت الرسالة من أجله، إلا انه في العام 2006م قررت الشركة تقديم الخدمة بتشفير الرسائل في سيرفرات الشركة بدعوى ان أكواد الجافا تسبب ضيقا لدى المستخدمين و تثقل كاهل المعالجات في الحواسب الشخصية. و هذا التحول يعني بطبيعة الحال انه لم يعد الوضع كما كانت تَعدُ الشركة عملائها بأن لن يتمكن أحد من قراءة الرسالة الإلكترونية سوى الشخص المرسل اليه، و ان كانت الشركة ترفض توضيح ذلك.
مؤخرا، تداولت وسائل الإعلام وثيقة صادرة قبل ثلاثة أشهر تقريبا من محكمة المقاطعه في شرق ولاية كالفورنيا الأمريكية، توضح الوثيقة أن شركة Hushmail قامت بتسليم الحكومة الأمريكية رسائل إلكترونية تكفي لملىء 12 اسطوانة مدمجة و تخص ثلاثة حسابات في الـ Hushmail!!
كما أكدت الوثيقة أن هذا الأمر كان قانونيا تحت بنود معاهدة التعاون المشترك بين كندا و الولايات المتحدة الأمريكية.
الحسابات الإلكترونية كما تدعي الوثقية تخص صينيين يعملون في بيع مواد كيميائية محظورة بطرق غير شرعية و أن الرسائل المفضوحة أسهمت في معرفة الكثير عنهم و عن مختبراتهم في أماكن مختلفة تحت الأرض.
هنا يبقى السؤال، لما لا تفعل جوجل نفس الشيء؟
ان كانت شركة “كندية” و خدمتها الأساسية هي توفير “الخصوصية” لعملائها، قامت بفضح معلومات هائلة عن عملائها!
أرجو ان يكون في هذا الخبر تدعيم لكلامي السابق، و نفي لتهمة التفكير بنظرية المؤامرة عني.
للإطلاع على وثيقة المحكمة، إضغط هـنـا.
و للمزيد حول الموضوع، إضغط هـنـا.